الحمدلله الذي حض على التقوى ووصى واحاط بكل شئ علما واحصى 
الحمد لله الذي خلق الا نسا ن في احسن تقويم ما ترى في خلق الرحمن من تفا وت ولا نقصا 
الحمد لله الذي فضل امة حبيبنا على سائر الامم كما هو مذكور في القران قصصا 
الحمد لله الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى 
واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له 
واشهد ان محمدا عبده ورسوله
وبعد ايها السادة
رغم اشتداد العا صفة 
هذا هو عنوان لقائنا اليوم 
رغم اشتداد العاصفة
عباد الله : إن الله عزوجل اختار هذه الأمة وفضلها وجعلها خير أمة وما يليق بحال أمة اختارها الله أن يتسرب إليها اليأس 
ينخر في جسدها الانكسار والانهزامية بل إن هذه الأمة يفترض فيها أن تستصحب دوما روح الأمل وروح الأمل إنما تحيا باتصال المسلم بربه وثقته بوعده وما دام العبد يؤمن إيمانا يقينينا بأن ملك الكون هو الله بأن القوي الجبار العزيز المدبر لكل ما في هذا الكون هو الله بأن وعد الله حق لا يتخلف متحقق لا ريب فيه فكيف يدخله اليأس طالما هو يحيا في رحاب الله ويؤمن به ويثق بوعده 
عباد الله : إن الأمة التي كان من خصائص قائدها محمد صلى الله عليه وسلم قوله "ونصرت بالرعب مسيرة شهر " يكون عارا عليها أن يتلاعب بمشاعرها وعقولهاومعتقداتها دعايات مضللة وأخبار زائفة وشعارات كاذبة 
عباد الله إن أمة ربها الله ونبيها محمد لا ينبغي لها أن تيأس 
إن أمة أخرجت من الرجال أمثال أبي بكر وعمر وعثمان وعلي والبراء والمقداد وابن مسعود والحسن البصري وسفيان الثوري وأبوحنيفة ومالك والشافعي وأحمد وصلاح الدين وسيف الدين قطز وغيرهم من الأبطال 
أقول : إنه من العار على أمة أخرجت كل هؤلاء الأبطال أن تفقد ثقتها بربها وأملها في نصره 
إن المصباح الذي أناره سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم تألب عليه مليون أبي لهب ومليون عبد الله بن سبأ ومليون أبي جهل ومليون طاغوت حتى يطفئوه ولكن أبى الله إلا أن يظل هذا المصباح منيرا ساطعا على مر الدهور والعصور 
إن الإسلام كالشمس لا تغرب مطلقا بل إذا غربت في جهة طلعت في جهة أخرى . 
وليحذر اليائسون فاليأس ليس أمرا سهلا كما يظنون بل هو أمر خطير جد خطير 
عباد الله أما علم الآيسون القانطون من رحمة الله أن هذا الخلق أعني خلق اليأس والقنوط إنما هو خلق لا يحبه الله أما علم الآيسون أن من تخلق به فهو متخلق بأخلاق الكافرين 
قال تعالى " إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون " 
أما علم الآيسون أن هذا الخلق خلق الضالين " قال ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون " 
سيأتي الأمل من بين ثنايا الألم وستظهر المنح بين طيات المحن ومن رحم الكرب يولد الفرج والله لينصرن الله هذا الدين والله ليفتحن المسجد الأقصى والله ليأتين اليوم الذي ننتصر فيه على أعداء الله والله ليعلون صوت التكبير والله ليبدلن الله هذا الحزن بالسرور 
والله لتحلن العز ة والرفعة والكرامة بدلا من هذا الخزي والذل والمهانة 
هذا وعد الله ووعد الله حق لا ريب فيه فقد قال تعالى 
" وعد الله الذين ءامنوا منكم وعملوا الصالحات " 
" إنا لننصر رسلنا والذين ءامنوا ..." 
ولقد كتبنا في الزبور من بعد..." ، " إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده " 
" يريدون ليطفئوا نور الله ...." ، " والله غالب على أمره ولكن .ز.." 
" إن الله يدافع عن الذين ءامنوا " 
إني لأسمع وقع الخيل في أذني وأبصر الزمن الموعود يقترب 
قال تعالى ( ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون ) 
يقول سيد قطب رحمه الله 
لا تهنوا لما أصابكم فأنتم الأعلون عقيدتكم أعلى فأنتم تسجدون لله وحده وهم يسجدون لشيء من خلقه ومنهجكم أعلى فأنتم تسيرون على منهج من صنع الله وهم يسيرون على منهج من صنع خلق الله ودوركم أعلى فأنتم الاأوصياء على هذه البشرية كلها الهداة لها كلها وهم شاردون عن النهج ضالون عن الطريق ومكانكم في الأرض أعلى فلكم وراثة الأرض التي وعدكم الله بها وهم إلى الفناء والنسيان صائرون فإن كنتم مؤمنين حقا فأنتم الأعلون وإن كنتم مؤمنين حقا فلا تهنوا ولا تحزنو فإنما هي سنة الله أن تصيبوا وتصابوا على أن تكون العقبى لكم بعد الجهاد والابتلاء والتمحيص 
أنتم الأعلون اعتقادا وتصورا للحياة أنتم الأعلون ارتباطا وصلة بالعلي الأعلى أنتم العلون منهجا وهدفا وغاية أنتم الأعلون شعورا وخلقا وسلوكا أنتم الأعلون قوة ومكانا ونصرة فمعكم القوة الكبرى " والله معكم " فلستم وحدكم إنكم في صحبة العلي الجبار القادر القهار وهو نصير لكم حاضر معكم يدافع عنكم فما يكون أعداؤكم  هؤلاء والله معكم 
سنمضي والنجوم لنا دليل *** متى أصغى السحاب إلى النباح 
والنبي بشر بنصرة هذا الدين ففي الحديث عن تميم الداري قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار " 
َ عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ زَوَى لِيَ الْأَرْضَ فَرَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا وَإِنَّ أُمَّتِي سَيَبْلُغُ مُلْكُهَا مَا زُوِيَ لِي مِنْهَا وَأُعْطِيتُ الْكَنْزَيْنِ الْأَحْمَرَ وَالْأَبْيَضَ وَإِنِّي سَأَلْتُ رَبِّي لِأُمَّتِي أَنْ لَا يُهْلِكَهَا بِسَنَةٍ عَامَّةٍ وَأَنْ لَا يُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ سِوَى أَنْفُسِهِمْ فَيَسْتَبِيحَ بَيْضَتَهُمْ وَإِنَّ رَبِّي قَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنِّي إِذَا قَضَيْتُ قَضَاءً فَإِنَّهُ لَا يُرَدُّ وَإِنِّي أَعْطَيْتُكَ لِأُمَّتِكَ أَنْ لَا أُهْلِكَهُمْ بِسَنَةٍ عَامَّةٍ وَأَنْ لَا أُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ سِوَى أَنْفُسِهِمْ يَسْتَبِيحُ بَيْضَتَهُمْ وَلَوِ اجْتَمَعَ عَلَيْهِمْ مَنْ بِأَقْطَارِهَا أَوْ قَالَ مَنْ بَيْنَ أَقْطَارِهَا حَتَّى يَكُونَ بَعْضُهُمْ يُهْلِكُ بَعْضًا وَيَسْبِي بَعْضُهُمْ بَعْضًا . مسلم وأبو داود وأحمد 
والله لن تخمد جذوة الإسلام أبدا وحين تظن الدنيا نهاية المسلمين يقف المسلم الذي اتصل قلبه بربه قائلا ها أ نا لم أمت ... الإسلام باق ما بقيت دنيا الرحمن 
أستحلفك بالله لا تيأس فإن أبيت فلا تكن داعية إلى اليأس يفتك في جسد الأمة فينال قول الله ( إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين ءامنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة 
وأخيرا الصراع بين الحق والباطل لم ينته بعد والغلبة لدين الله لا شك 
أرجوكم ادعوا لي بالإخلاص والعلم والعمل وحسن الخاتمة0