هي
ماريا بنت شمعون المصرية ولدت رضي الله عنها في صعيد مصر وكان
النبي صلى الله عليه و سلم قد أرسل حاطب بن أبي بلتعة يحمل رسالة الى
المقوقس يعرض عليه الإسلام فأرسل المقوقس مع حاطب جاريتين هما ماريا وسيرين واصطفى
النبي صلى الله عليه و سلم ماريا وأهدى سيرين الى شاعره حسان بن ثابت ، كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم يهتم بالسيدة ماريا اهتماماً كبيراً وكان
كثير التردد عليها رضي الله عنها قالت عنها السيدة عائشة رضي الله عنها :
ما غِرت على امرأة الا دون ما غرت على ماريا و ذلك أنها كانت جميلة جعدة و ما أن جاء العام الثاني للسيدة ماريا في بيت النبوة إلا وقد شعرت بوادر الحمل
فأشرق وجه رسول الله صلى الله عليه و سلم و سرعان ما سرت البشرى أن المصطفى
صلى الله عليه و سلم ينتظر مولوداً له من ماريا القبطية وكانت
السيدة ماريا رضي الله عنها تسكن في منطقة العالية بضواحي المدينة حيث
الخضرة احتراماً لكونها جاءت من بلاد النيل حتى لا تشعر بوحشة وكان صلى
الله عليه و سلم يسهر عليها يرعاها في حملها حتى وضعت رضي الله عنهاوإكراماً
للسيدة ماريا رضي الله عنها وابنها ابراهيم عليه السلام قفد أوصى رسول
الله صلى الله عليه و سلم المسلمين خيرا بشعب مصر فقال صلى الله عليه وسلم :
انكم ستفتحون ارضاً يذكر فيها القيراط فاستوصوا بأهلها خيراً فان لهم ذمة
ورحما ً
عاشت
السيدة ماريا بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس سنوات عاشتها في
عزلة عن الناس لا تكاد تلقى غير أختها سيرين و لا تكاد تخرج الا لكي تزور
قبر الحبيب بالمسجد او قبر ولدها بالبقيع
وعندما ماتت حشد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب الناس لجنازتها ثم صلى عليها و دفنت رضي
الله عنها بالبقيع